شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة logo إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية.
shape
شرح كتاب العظمة المجموعة الأولى
185202 مشاهدة print word pdf
line-top
عظمة المخلوقات العلوية والسفلية دليل عظمة الخالق

...............................................................................


بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
معلوم أن عظمة المخلوق تدل على عظمة الخالق فالخالق أعظم من المخلوقات، وقد شاهدنا عظمة كثير من المخلوقات، فنحن نشاهد هذه الأرض وما عليها وسعتها، وجبالها، وبحارها، وما فيها من الأشجار والدواب والأنهار وما أشبهها. نعرف أنها مخلوقة، وأن الذي خلقها أعظم من كل شيء نتصوره وكذلك أيضًا ذكر الله أنه خلق السماوات سبعًا ومن الأرض مثلهن أي سبعًا.
نحن إنما نشاهد أرضًا واحدة ولا نعلم أين بقية الأرض الأرضين التي ذكر الله لا بد أنها مخلوقة، وأنها كما يشاء الله تعالى لا شك أن هذا أيضًا دليل على عظمة الخالق. كذلك أيضًا ذكر الله أن السماوات طباقًا في قوله تعالى: أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا وكذلك وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ وذكر أنه جعلهن سبع سماوات طباقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ وأنه زين السماء الدنيا بهذه المصابيح التي نشاهدها.
ولا شك أن هذا دليل على عظمة من أوجدها وخلقها. وكذلك أيضًا ذكر الله تعالى عظمة الكرسي في قوله وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وإذا كان هذا سعة السماوات وسعة الأرض ومع ذلك فالكرسي أعظم منها إنها صغيرة بالنسبة إلى الكرسي فإن ذلك دليل على عظمته. وهكذا أيضًا. ورد في الحديث عظمة العرش بالنسبة إلى الكرسي إن الكرسي بالنسبة إلى العرش كحلقة ملقاة بأرض فلاة من الأرض ماذا تكون؟ وماذا تشغل هذه الحلقة؟ قطعة حديد متلاقية الطرفين ألقيت في أرض فلاة ماذا تشغل؟ لا شك أن هذا دليل أيضًا على عظمة العرش.

line-bottom