شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره. إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية.
شرح كتاب العظمة المجموعة الأولى
130067 مشاهدة
عظمة المخلوقات العلوية والسفلية دليل عظمة الخالق

...............................................................................


بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
معلوم أن عظمة المخلوق تدل على عظمة الخالق فالخالق أعظم من المخلوقات، وقد شاهدنا عظمة كثير من المخلوقات، فنحن نشاهد هذه الأرض وما عليها وسعتها، وجبالها، وبحارها، وما فيها من الأشجار والدواب والأنهار وما أشبهها. نعرف أنها مخلوقة، وأن الذي خلقها أعظم من كل شيء نتصوره وكذلك أيضًا ذكر الله أنه خلق السماوات سبعًا ومن الأرض مثلهن أي سبعًا.
نحن إنما نشاهد أرضًا واحدة ولا نعلم أين بقية الأرض الأرضين التي ذكر الله لا بد أنها مخلوقة، وأنها كما يشاء الله تعالى لا شك أن هذا أيضًا دليل على عظمة الخالق. كذلك أيضًا ذكر الله أن السماوات طباقًا في قوله تعالى: أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا وكذلك وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ وذكر أنه جعلهن سبع سماوات طباقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ وأنه زين السماء الدنيا بهذه المصابيح التي نشاهدها.
ولا شك أن هذا دليل على عظمة من أوجدها وخلقها. وكذلك أيضًا ذكر الله تعالى عظمة الكرسي في قوله وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وإذا كان هذا سعة السماوات وسعة الأرض ومع ذلك فالكرسي أعظم منها إنها صغيرة بالنسبة إلى الكرسي فإن ذلك دليل على عظمته. وهكذا أيضًا. ورد في الحديث عظمة العرش بالنسبة إلى الكرسي إن الكرسي بالنسبة إلى العرش كحلقة ملقاة بأرض فلاة من الأرض ماذا تكون؟ وماذا تشغل هذه الحلقة؟ قطعة حديد متلاقية الطرفين ألقيت في أرض فلاة ماذا تشغل؟ لا شك أن هذا دليل أيضًا على عظمة العرش.